بقعة ظل

7:57 ص اريج الامل 0 التعليقات



بقعة ظل

سماء صافية, ونور شمسها الدافئ تسلل إلى غرفة نومها عبر نافذتها المفتوحة على حديقة صغيرة تحيط بالمنزل. استرسل النسيم في مداعبة خصلات شعرها المنثور على وجهها, أحست به وفتحت عينيها وهي تبتسم... تنهدت لأن هذا اليوم كان ميعاد لفرحتها التي لم تكتمل, ميعاد الأمل الذي أُجهض سريعاً.
طُرق الباب قبل أن تسترسل في تأملها لواقع هذا اليوم, دخلت الأم التي كانت جاهدة تحاول أن تمسح آثار الأسى من وجهها لتشعر ابنتها أنها سعيدة, قالت وصوتها يملأه الحنان والحزن معاً:

- والله هو الخسران..صحيح أن كل شي قسمة ونصيب بس انا متأكدة ان ربي سيعوضك خيراً منه.
-نظرت الفتاة إلى أمها وبعتاب جميل قالت: أمي يكفي أننا تخلصنا من كمية الضغط الذي عشناه طوال الفترة السابقة, ولو أن هذا اليوم مازال هو يوم خطبتي كما كان مقررا له, فهل كنت سأنام بهدوء طوال الليلة وأصحو بهذا الإنتعاش...
صحيح أن يوم الخطوبة يوم تتطلع إليه اي فتاة بشغف ولهفة لكن كل فتاة حتماً لا ترضى أن يصير قدرها مرتبط برجل من هذا النوع, رجل مجرد ظل يتحرك بفعل الآخرين. وبجدية اكثر استطردت حديثها وقالت:
-         أمي أنا لست بحاجة إلى بقعة ظل تتلاشى عند ظهور أول خيوط النور, أنا بحاجة إلى رجل يحاكي الجبال صلابة وثباتاً.


0 التعليقات: