أرض الميعاد

8:50 م اريج الامل 0 التعليقات

  
كانوا اربعة من الشباب, استماتوا ليحصلوا على فيَّز للسفر إلى هذه الأرض.

تركوا ورائهم أمهاتهم وآبائهم وأصدقائهم واحبتهم ومنازل الفوها والفتهم وأرض عشقوها لولا الطموح الى مستوى عيش أفضل, لما غادروها .

تخطوا كل العقبات؛ وها هم هنا الآن, تملؤهم الأماني والأحلام والتفاؤل.. هاهم الآن يملؤون الغرفة بالضحكات وصيحات الفرح.. يتمازحون ويقفزون كالصبية الصغار وهم يهتفون أخيراً نحن هنا في أرض الفرص العظيمة.. ارض الأحلام الكبيرة.
قال احدهم وهو يقفز بالهواء:  كنت قد بدأت ايأس من كثرة الإجراءات والتعقيدات التي واجهتنا.
قال الآخر:   لم أكن أظن أنني سأصل إلى هنا أبدا!..
قال الثالث: انا ايضا واجهتني مصاعب كثيرة.
اختل توازنه قبل ان يكمل عبارته.. وقع على رف خشبي على الجدار القريب منه.. سقط على الأرض مغشياً عليه.
راحت السكرة وجاءت الحسرة, وتراكمت الهموم عليهم وهم يرون  صاحبهم يحتضر ولا يعلمون ماعليهم فعله.. وقد عز الصاحب والقريب.
جلسوا حوله يندبون حظهم وسوء طالعهم..  قال قائل منهم:
 -  الإسعاف أولا لإنقاذ صاحبنا, وبعدها ليتولانا الله برحمته.  لم تكن الشرطة بأقل مما توقعوه.. كان التحقيق قاسيا. كابوس أسود طوال ليل أكثر سوادا, مرعبا كوجه هذه الأرض الغريبة التي اسفرت عن قبحها سريعا قضوه.

وعبثاً حاول الشباب ان ينفوا عنهم التهمه وسط أصوات رجال الشرطة وشتائمهم ومعاملتهم القاسية ووجدوا  أنفسهم في المكان الذي يُنفى فيه الانسان عن بشريته ويُعامل على انه كائن جهنمي يجب الاقتصاص منه .
وبعد تحقيق صعب وساعات  أصعب عانى منها هؤلاء الشباب, غادر المحققون المكان وبقي الشباب ينظر بعضهم الى بعض, ورأى كل واحد منهم وجه اخيه وعلامات الضرب بادية على وجهه ومرعبة اكثر من الحزن والذهول والأسى الذي اعتراهم من هذه المفاجأة.
انهارت قواهم ووقعوا جميعاً على الأرض.
 آسفين على حالهم.

0 التعليقات: