مناجاة وطن

9:14 ص اريج الامل 0 التعليقات

مناجاة وطن


عندما عبرت السيارة الحدود, ازاحت النقاب عن وجهها لتتنفس نسيم أرضها عشقا وفرحاً...
تناجت طويلاً مع الصور التي مرت امامها...صور الطبيعة الخلابة في هذه الأرض...
وقبل أن تسترسل في غزلها الممزوج بالشوق لهذا الوطن, تنبهت عند مرورهم بالقرى الممتدة على جوانب الطريق إلى الوجوه التي تتعملق فوق الألم وصعوبة العيش ورداءة الاوضاع....
لم تطوي السيارة من المسافات اكثر من ثلاثمائة متر, وهاهي ينقلب فرحها حزناً لهذا المناخ الذي يجتاح بلدها.
وضعت رأسها على زجاج النافذة تتأمل الوجوه الطيبة التي يمتزج في ملامحها عبق التاريخ ومخاض الحاضر العسير....
تنهدت بألم وقالت في نفسها متى يترجل هذا الالم من جسدك ياوطني؟ ومتى تمسي مساءاتك طيبة بطعم البن ونكهة الكادي وشجن الدان....؟
أنت تتألم هنا وأنا أنزف خارج حدودك, تنام في غياهب جرحك, تتنفس الألم وانا اجتر هذا الألم غربة وهوان.

كلانا اغراب ياوطني, انت منفياً داخل ذاتك وانا منفية خارج حدودك.
مسحت دمعة جرت على خدها... نظر إليها زوجها وقال يمازحها: هل نواصل الطريق أم نعود من حيث اتينا..
اجابته بجدية: طبعا سنواصل الدرب لنعانق احبائنا فيه فأنا مشتاقة الى والديّ واخوتي وقريتي الجميلة... أريد أن آخذ منهم جرعة محبة بحجم المسافات التي تفصلنا لأتزود بها في غربتي عندما اعود.
 

0 التعليقات: